هل تنهار صفقة الحدود المكسيكية الأميركية؟
عندما أعلنت حكومة الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور عن الصفقة الجديدة لمساعدة الولايات المتحدة على إبقاء المهاجرين الفنزويليين على الجانب المكسيكي من الحدود، كان البند الأول في الصفقة يتعلق بالمقابل المتحصَّل عليه، وهو 65000 تأشيرة إضافية للعمال المؤقتين.
وإذا كان تهديد الرئيس السابق دونالد ترامب بفرض عقوبات تجارية قد أرغم أوبرادور على احتواء سكان أميركا الوسطى الساعين للجوء في الولايات المتحدة، حيث يوجد الآلاف في البلدات الحدودية، ويتم نشر الحرس الوطني لوقف المزيد من العابرين في طريقهم عبر المكسيك، فإن تردد بايدن في ممارسة هذا الدور القاسي يضعه في موقف أضعف. لذا فعليه أن يجلب شيئاً ذا قيمة إلى الطاولة.
يمثل نهج المقايضة هذا مشكلةً، ليس فقط للعلاقات الأوسع بين الولايات المتحدة والمكسيك، إذ ستعود سياسات الهجرة الطائشة التي وُلدت من مثل هذه المقايضة لتؤثر على الحكومة المكسيكية أيضاً. وستؤذي مئات الآلاف في جميع أنحاء الأميركيتين ممن غادورا بلدانهم بسبب تغير المناخ والاضطراب الأمني والركود الاقتصادي.
ويأتي الأجانب الذين يتنقلون عبر المكسيك باتجاه الولايات المتحدة في أسفل قائمة الأولويات السياسية للرئيس أوبرادور. ومع القليل من الاهتمام بهذه القضية، قرر أوبرادور أن يسلك نفس نهج المعاملات الدبلوماسية الخاص بترامب والاستفادة من المهاجرين لخدمة عناصر أخرى على جدول أعماله. ضع في اعتبارك الشكوى الأميركية ضد سياسات الطاقة الحمائية للرئيس أوبرادور.
ويعتقد الخبراء أن واشنطن لديها حجة قوية: يبدو أن قرار المكسيك بتفضيل شركات الطاقة التي تديرها الدولة يمثل انتهاكاً للاتفاقية الموقعة عام 2018 بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. لكن إدارة بايدن لم تحاكم المكسيك حتى الآن. ومع تزايد أعداد الكوبيين والهايتيين والفنزويليين والبرازيليين والكولومبيين والنيكاراجويين، وحتى الهنود الذين يمرون عبر المكسيك، وغالباً ما يعْلقون هناك بعد فشلهم في دخول الولايات المتحدة، لا بد أن يتعرض الاتفاق بين الولايات المتحدة والمكسيك بشأن الهجرة لضغوط.
ويذكر أن طالبي اللجوء الذين تم إرسالهم إلى المكسيك قد تعرضوا لسوء المعاملة. وقال أرييل رويز، من معهد سياسة الهجرة، إن المكسيك لم تنمِّ القدرة على الاندماج، وبدلاً من ذلك أعادت العديد من الفنزويليين العالقين في أراضيها، ممن لم يستطيعوا دخول الولايات المتحدة. وقد يكون العديد من المكسيكيين متعاطفين مع المهاجرين، لكن ما يزال المهاجرون نادرين في المكسيك. ذلك أن أقل من 1% من سكانها ولدوا في الخارج.
إذا تغيرت الرياح السياسية، فإن حكومتي مكسيكو سيتي وواشنطن ستفضلان أخذ ديناميكيات الهجرة بجدية أكبر لتضعا استراتيجية يمكن لدول أخرى مثل كندا وكوستاريكا، أن تشارك في تطويرها.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست سينديكيت»
*صحفي متخصص في قضايا أميركا اللاتينية.